أشير إلى قضية مهمة قد يغفل عنها كثير من الإخوة: الله تعالى عندما اختار محمداً صلى الله عليه وسلم ونقل النبوة والوحي من ذرية إسحاق إلى ذرية إسماعيل، عندما حول القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام إلى الكعبة، والجمعة تحولت من السبت إلى الجمعة هذه لها دلالات، يأتي في سياق هذه الدلالات في سورة الجمعة، السورة التي جاءت لتبين فضل هذه الأمة الأمية، ومن بعث فيها على الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها، وضرب الله تعالى لهم أسوأ مثل وهو مثل حمار، ماذا أعقب ذلك: ((
قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوْا الْمَوْتَ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ))[الجمعة:6] من هي الأمة التي تقدم الاستشهاديين؟ الأمة الإسلامية، إخواننا الفلسطينيين.
نتحدى
شارون أن ينشأ فرقة استشهادية وتعمل في
غزة أو في
رفح أي: في خلية هي جحر الزواحف، التي هي المثلث الخطير:
طول كرم وما حولها التي لا تبعد عن البحر إلا (11كم)، مثل أن تقطع إسرائيل قسمين، نقول: نحن الأمة التي تحب الشهادة وتتمنى الموت وتُقدم عليه فهي الأمة الجديرة بالكرامة.
وهنا تأتي هذه الكرامات، ولا نظير لها في حرب
فيتنام، ولا في حرب التحرير في
أمريكا الوسطى أو دول أخرى، ولا في دول
أفريقيا ولا في ..، حرب من نوع آخر وتحرير من نوع آخر؛ لأنها جهاد في سبيل الله، لأنها كرامة من الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك أنا أقول لكل إخواننا المسلمين في الأرض المباركة وفي غيرها: والله إنها ستأتي الأجيال القادمة بعدنا تتمنى أنها عايشت هذا الوضع وهذا الحال، وأنه كان لها الشرف أن تقاتل أعدى أعداء الله، وأن تساهم في قتالهم بأي شكل من الأشكال، لأنه شرف عظيم قد لا ندركه الآن، ولكن ندركه بإذن الله عندما تأتي بشائر النصر، فهذه فرصة واختيار وتكريم.
الله تبارك وتعالى اختار إخواننا المجاهدين في هذه الأرض المباركة، واختار هذا الشعب الذي تميز بالذكاء وتميز بالبديهة وتميز -كما سمعنا- بأن يخلق من المشكلة فرصة، الشعب الذي يخترع ويبدع ما لا تستطيع
روسيا ولا
أمريكا أن تصنعه إلا بمساحات هائلة، وهو مع ذلك أنتج مواداً -كما قرأنا من كلام اليهود، وهذا كلام أخذناه من الإعلام الصهيوني مباشرة بعض المواد التي أنتجت- من أقوى مفجر في العالم، ولو أن
أمريكا بنته لاحتاجت إلى معمل ضخم جداً في إحدى الصحاري أو خارج
كاليفورنيا أو هكذا، ومع ذلك هم ينتجون هذا.
دمروا أقوى دبابة في العالم، أسقطوا طائرة (إفـ16) بوسائل...، هنا يأتي هذا في سياق كرامة الله للأمة أنها أمة مكرمة، أمة مختارة، فالأمة المختارة الإسلامية اختار الله منها هذا الخيار: إخواننا المرابطين على الثغور، وكما سمعنا من إخواننا المرابطين الأفذاذ هم خيار من خيار، ونسأل الله تبارك وتعالى أن ينصرهم.